أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقافعاجل

خطبة بعنوان: “ماذا أعددنا للمعاصي بعد رمضان ؟” ، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 3 من شوال 8 يوليو 2016هـ

خطبة بعنوان: “ماذا أعددنا للمعاصي بعد رمضان ؟” ، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 3 من شوال 8 يوليو 2016هـ.

لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا

لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا

 

 

ولقراءة الخطبة كما يلي:

الحمد لله رب العالمين – يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه .. وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له في سلطانه ولي الصالحين .. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداص عبد الله ورسوله القائل :” أحب الأعمال إلي الله أدومها وإن قل”اللهم صلاة وسلاماً عليك ياسيدي يارسول الله

.. أما بعد. فياجماعة الإسلام . لقد انقضي رمضان منذ ساعات قلائل وربح منا من ربح وفاز منا من فاز وخسر فيه من خسر والعياذ بالله ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم .. فيامن خسر وخاب والتصق أنفه بالتراب من شدة الفقر واففلاس من الحسنات باب التوبة مفتوح علي مصرعيه و:” إِنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ” . (مسلم وأحمد والنسائي).

 فبادر إلي الله عز ووجل فهو الذي ينادي عليك في قرأنه :” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر/53). وفي حديثه القدسي :” عَنْ أَنَسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقولُ: “قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ , إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ , لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آدَمَ , إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأََتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً” (التِّرْمِذيُّ ). ويامن ربحت وسعدت وفزت داوم علي طاعتك لله ولاتنقطع عنها فقد كنت تقوم الليل فلاتنقطع عن القيام فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ نَامَ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ قَالَ ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ أَوْ قَالَ فِي أُذُنِهِ “( مسلم) وفي رواية حَدَّثَنِي عَبْد ُاللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِي اللَّهم عَنْممَا قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَبْد َاللَّهِ لَا تَكُنْ مِثْلَ فُلَانٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ “( البخاري)

ماذا نستنبط من هذين الحديثين ؟ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ “( البخاري) الأعمال الصالحة والعبادات إذا داومت عليها تنامت ثقتك بنفسك وتنامت صلتك بالله عز وجل. أما في نمط آخر شاب يقبل على الدين إقبال عجيب لا ينام الليل، يقرأ كل يوم خمسة أجزاء ثم ينطفئ فجأة، الاندفاع العاطفي من دون خطة محكمة أو معقولة يعقبه نكسات قوية جداً، أنفق ماله كله، قال تعالى:” وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ”( البقرة)إن أنفقتم مالكم كله.

*أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ : عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ قَالَ مَنْ هَذِهِ قَالَتْ فُلَانَةُ تَذْكُرُ مِنْ صَلَاتِهَا قَالَ مَهْ عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ “(البخاري)

*أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ : عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ سَأَلْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ قَالَ قُلْتُ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ كَيْفَ كَانَ عَمَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الْأَيَّامِ قَالَتْ لَا كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَطِيعُ “( مسلم) اقتطعت من دخلك مبلغ صدقة شهرية داوم عليه، اخترت درس علم تفاعلت به انتفعت منه داوم عليه، لك صلة رحم لأقربائك ثابتة داوم عليها، أي عمل صالح إذا داومت عليه تتنامى ثقتك بنفسك. ورد في بعض الآثار: أن الثقة كنز رسول الله، أن تشعر أن الله يحبك، وأنك بعين الله وأنك بحفظ الله هذا سببه أن يكون عملك الصالح دينة. عبد الله .. إن للمعاصي آثار بليغة في قسوة القلوب ، وحرمانه من مادة حياته .. وقد جاء في حديث ثوبان ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. “( أحمد وابن ماجه، وصححه ابن حبان والحاكم).

فإن كنت قد سودت قلبك ، ولطخت صفحاتِ حياتك بأدران المعاصي .. فها هو رمضان ، موسمٌ عظيم ، منحك صفحة بيضاء ، غسلت بها قلبك ، وجددت فيها حياتك ،واصطلحت فيها مع ربك . فإياك بعد رمضان أن تعود للمعاصي والذنوب والآثام فإن للذنوب ظلمة في القلوب أشد من ظلمة القبور للعصاة .. عبدالله .. عهدناك في رمضان نشيطاً تواظب على عمارة بيوت الله ، عسى الله تعالى أن يوفقك لذلك حتى الممات .عهدناك مصلياً تواظب علي الصلاة في الجماعة وفي وقتها فإياك بعد رمضان أن تنقطع صلتك بالصلاة فرب رمضان هو رب شوال هو رب الشهور كلها

 .. والصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين ألا وهي أعظم أركان الإسلام الخمس من حافظ عليها فهو السعيد الرابح ومن أضاعها فذلك الخاسر الشقي .. وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن وجدت تامة قبلت منه وسائر عمله وإن وجدت ناقصة ردت عليه وسائر عمله ” أخي المسلم :”

عهدناك في رمضان كريماً جواداً متشبهاً برسول الله صلي الله عليه وسلم حيث :” كان أجود الناس وكان في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة ” فهل ستكون بعد رمضان شحيحاً بالمال بخيلاً؟؟ والرسول صلي الله عليه وسلم يقول :”إياكم والشح فإنما أهلك من كان قبلكم حملهم علي أن سفكوا دمائهم واستحلوا محارمهم “

عهدناك في رمضان تتلوا كتاب الله وتحافظ علي وردك اليومي من الأذكار عملاً بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :” القرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة يقول القرآن :”أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه ويقول الصيام أي رب منعته الشهوة طوال اليوم فشفعني فيه فيشفعان “. بعد أن تاجرت مع الله عز وجل وربحت مليارات الحسنات بتلاوة كتابه :” إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور . ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور “( فاطر). هل ينقطع صلتك بكتاب الله وتهجر القرآن وتكون ممن يعاتبهم الرسول صلي الله عليه وسلم وتقع تحت شكوى النبي صلى الله عليه وسلم :”وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا”( الفرقان/30 ).وهي شكوى عظيمة وفيها أعظم تخويف لمن هجر هذا القرآن وتحرم من شفاعة القرآن يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) صحيح مسلم وهذا المحروم حقيقة.. من حُرِمَ شفاعة القرآن يوم القيامة.. فهل يشفع القرآن في رجل هجره.. وأعرض عنه.. وأقبل على غيره من كلام البشر يقرأه.. أو يسمعه ؟ يختم لمن هجر القرآن بسوء الخاتمة فهل تريد أن تكون مع هؤلاء ؟.. وتحشر معهم يوم القيامة ؟ هل تريد أن تكون في الدنيا.. ظالماً، ضالاً، مجرماً، كالحمار، قريناً للشيطان، تعيش معيشة ضنكاً، ثم الخاتمة السيئة ؟ ‍ :”وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى”)طه). أم تريد أن تكون في الآخرة.. ممن يعذب في القبر.. ويحشر أعمى يوم القيامة.. ويكون من أهل الحسرة والندامة والحزن والأسف.. وممن يشكو منه النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو عليه.. أو ممن يحرم من شفاعة القرآن.. ثم العذاب الصعد الصعب الشاق..؟؟ أنت منذ الآن تستطيع أن تختار مكانتك ومكانك في الدنيا والآخرة.. كما تستطيع أن تتمثل الرائحة والطعم الذي ترتضيهِ لنفسك..

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ” إن مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كالتمر لا ريح لها وطعمها حلو ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر” ( مسلم). فمن أي الأقسام تختار .. وكيف سيكون حالنا مع كتاب الله؟.. هل من توبة؟‍ يغفر الله بها الذنوب.. ويستر بها العيوب.. ويصلح بها فساد القلوب.. ويبدل بها السيئات حسنات.. (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”( الزمر/53).

يا مَنْ هجرت القرآن.. تب إلى الله.. والحق قافلة العائدين إليه.. ورافق أهل القرآن حتى تكون منهم.. تفز بالسعادة في الدارين جعلنا الله من المهتمين بكتابه.. المقبلين عليه.. المجتهدين فيه المستمعين لقراءته مهما تيسر.. المرتلين المجودين في تلاوته.. المحتسبين الأجر في حفظه..

ذكر أحد الشيوخ قصة رجل كان لا يصلي، ومدمناً للغناء وذكره جار له مراراً فلم يتذكر فلما نام على فراش الموت صعد إليه هذا الجار، ولا زال الغناء يسمع في البيت فقال لأهله : اتقوا الله أبوكم يحتضر والغناء لا ينقطع ‍‍‍‍‍‍! ضعوا شريطاً للقرآن قال هذا الجار: فلما أخرجت شريط الغناء من الكاسيت، ووضعت شريطاً للقرآن.. كشف الرجل الغطاء عن وجهه ونظر إليَّ، وقال: دع الغناء، فإنه ينعش قلبي ومات عليها . قال الحسن البصري (رحمة الله) : إن العبـد لا يـزال بـخير مـا كـان لـه واعظ من نفسه ، وكانت المحاسبة من همته . أسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياكم رمضان القادم ، وأن يحسن عملنا فيه ، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال ، ويتقبلها منا بقبول حسن ، إنه على كل شيء قدير .

أخي المسلم : ماذا أعدت للمعاصي بعد رمضان ؟

عهدناك في رمضان مخلصاً محسناً للآخرين :”والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ” عهدناك تحسن للمساكين والأرامل واليتامى والجيران فهل بعد رمضان سينقع إحسانك وصلتك لرحمك ؟ عبد الله:” ماذا أعددنا للمعاصي بعد رمضان ؟ عهدناك في رمضان وقد انصلح حالك واستقام أمرك وحسنت أخلاقك بالصيام فالصوم جنة كما قال صلي الله عليه وسلم فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب وإن سابه أحد أوقاتله فليقل إني صائم إني صائم “(مسلم).

 وأصبحت من المقربين من رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم القيامة فهل بعد ذلك سوف تسوء أخلاقك وتباعدك عن رسولك صلي الله عليه وسلم : حيث يقول :”إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وإن أبغضكم إلي المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الملتمسون للبراء العنت ” ( صحيح). و عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي فِي الْآخِرَةِ مَسَاوِيكُمْ أَخْلَاقًا ، الثَّرْثَارُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ “(أحمد). وعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ ) ؟ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ( الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللَّهُ تَعَالَى ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ ؟ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ “(أحمد). ومعنى الحديث : يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أحب الناس إليه وأقربهم منه مجلسا في الآخرة أحاسنهم أخلاقا ، ثم وصفهم بأنهم ( الموطؤون أكنافا ) وهم الذين جوانبهم وطيئة لينة يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى بهم ، فهم يفرحون بالحسنة ويتجاوزون عن السيئة ويعفو ويصفحون . ( الذين يألفون ويؤلفون ) يعني يأنسون بالناس ويأنس الناس بهم ويحبون صحبتهم ويتقربون منهم . ( وإن أبغضكم إلي المشاءون بالنميمة ) الذين يفسدون بين الناس بنقل حديث بعضهم لبعض بغرض إيقاع الشر والفساد بينهم . ( المفرقون بين الأحبة ) بما يسعون به بينهم من الفتن والتحريش . ( الملتمسون للبرآء العنت ) وهم الذين يطلبون للبريء السالم المشقة والفساد ، يريدون أن يلطخوا المطهرين السالمين بما عافاهم الله منه من الآثام والعيوب

. وقال ابن الأثير في “النهاية: ” العَنَتُ : المشقَّة والفساد والهلاك والإثْم والغَلَط والخَطَأ والزِّنا كُلُّ ذلك قد جاء وأطْلِق العَنَتُ عليه . والحديث يحَتَمِل كلَّها . والْبُرآء : جمع بَرِيء وهو والعَنَت منصوبان مفعولان لِلْباغِين يقال : بَغَيْتُ فلانا خيراً وبَغيْتُك الشيءَ : طلبتُه لك وبَغيْت الشيءَ : طلبْته ” و(الثرثارون) أي الذين يكثرون الكلام تكلفا وتشدقا ، والثرثرة كثرة الكلام وترديده . و(المتفيهقون) أي الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم ويتفصحون فيه . و(المتشدقون) الذين يتكلمون بأشداقهم ويتقعرون في مخاطبتهم .

 والمقصود من الحديث : الحث على مكارم الأخلاق ولين الجانب ، والنهي عن النميمة والسعي بين الناس بالفساد والشر ، وخاصة الأتقياء الأنقياء المسالمون الذين لا غل في قلوبهم ولا حسد ولا ضغينة .

 الخطبة الثانية

ونصلي ونسلم علي خير خلقه سيدنا ونبينا محمد صلي الله عليه وعلي آله وسلم تسليماً كثيراً.أما بعد فياعباد الله .. ماذا أعددنا للمعاصي بعد رمضان ؟ ، هل أعددنا نية وعزماً صادقاً بين يديه؟ هل بحثنا عن قلوبنا ، لنعرف عزمها وصدقها ؟ هل بعدما واظبت علي الصيام وشعرت بحلاوة الطاعة ولذة العبادة أن تنقطع صلتك بالصيام إلي أن يأتي رمضان المقبل ؟ والرسول صلي الله عليه وسلم يقول :” من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله “وصوم هذه الست لها فضائل عظيمة منها أنها صيام السنة كلها بمعني أن صيام رمضان شهر ثلاثين يوماً واليوم بعشرة لأن الحسنة بعشر أمثالها فيكون رمضان ثلاثمائة يوماً وست شوال بستين يوماً فيكون المجموع ثلاثمائة وستين يوماً العام كله .. ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :” من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً ” نسأل الله أن يتقبل منا رمضان ، اللهم اقبل منا الصيام والقيام ، إنك أجود مسؤول وخير مأمول .

 

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »